عقد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية يوم الاحد 6 ماي 2012 اجتماعا جماهيريا بالمركب الثقافي اسد بن الفرات بالقيروان اشرف عليه الامين العام للحزب عبد الرؤوف العيادي وحضره اعلاميون وثلة من مؤسسي الحزب ومناضليه ومستقلون مثل أم زياد والقاضي مختار اليحياوي , ضمير المناعي , سليم بوخذير , أزاد بادي , نزار المخلوفي , عبد العزيز القطي , فتحي الجربي , عميرة علية ومئات المنخرطين والقواعد الذين قدموا من كل جهات البلاد لمناصرة شق العيادي...وقد انتضم هذا الاجتماع تحت شعار " لتصحيح المسار واستكمال المسيرة وتكريس الاستقلالية " جاء بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدها المجلس المصغر للحزب في كامل انحاء البلاد وفي اجواء جد حماسية رفعت خلاله العديد من الشعارات مثل " موش بالفلوس تبيع ضميرك " , " لا للتنكر لوعودنا الانتخابية " , " موش على منصب تنسى المبادىء " , موش بالرشوة تقضي شورك " , "...السلبية ما تبنيش أوطان " , " لا للتداخل بين الدولة والحزب... الديمقراطية تبدأ من بيتنا "
فبعد افتتاح الاجتماع بالنشيد الرسمي التونسي
وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة ألقى نزار المخلوفي عضو المجلس التأسيسي عن
حزب المؤتمر في دائرة القيروان كلمة وضح فيها للحضور دواعي عقد الاجتماع وأهدافه وقال
: "... الحزب يعيش وضعية صعبة وانقسم إلى شقين اثنين لا يمكنهما الالتقاء ,الأول " شق المكتب السياسي "
ومهمته التعطيل والتجميد أما الشق
الثاني فنمثله نحن الذين نجتمع اليوم في القيروان قيادة وقواعد لنقرر ونناقش
ونقترح لآجل تصحيح مسار المؤتمر الذي حاد عن مبادئه ".
ثم تقدم عبد الرؤوف العيادي ورحب بالحضور وشكرهم
على تلبية الدعوة وقدم تحية خاصة الى أم زياد وأثنى على نضاليتها وأكد أن هذا
اجتماع القيروان هو فرصة للخوض في شأن الحزب الذي رفع لواء القيم ولابد له اليوم أن
يرفع لواء قيمة الوفاء لمناضليه الصادقين ...وأضاف أن هذا الاجتماع يمثل فرصة جدية
للالتقاء بالقواعد والاستماع إليهم وتشريكهم في الخوض في شأن حزبهم الذي يواجه مرحلة دقيقة ومنعرجا خطيرا خاصة بعد
انتخابات 23 أكتوبر و بعد تشكيل
الحكومة...هذا الحزب الذي كان من المفروض
أن ينشغل مناضلوه بتأهيله تنظيميا وسياسيا وفق المرحلة الانتقالية الجديدة, لكن التحاق بعض أعضاء مكتبه السياسي سواء بالحكومة
أو الاستشارة بالقصر الرئاسي خلق فراغا
وشكل عائقا كبيرا أمام تحقق هذا الهدف
وقال العيادي أن حزب المؤتمر يلقب
بضمير الشعب وهو الاقرب الى روح الثورة ومطروح على مناضليه مهام الوفاء لمبادئها وأهدافها والوفاء
لدماء الشهداء والتفرغ لخدمة مصالح هذا الشعب والمساعدة على حل مشاكله بالإضافة
إلى بناء مشروع المجال السياسي الوطني والمساهمة في تأثيثه بعد ستين سنة من التصحر
السياسي ... لكن المكتب السياسي للحزب أي
الفريق الحكومي وفريق المستشارين لا يشتغلون وأصبحوا يخصصون بعض الوقت للحزب وهم " أشبه بمن يشتغل في إدارة ويأتي في المساء ليفتح حانوته لساعة أو ساعتين
ليرتزق منه " . ورغم المحاولات للتصحيح وتدارك الأمر باللجوء في مرحلة
أولى إلى الآلية الديمقراطية من خلال اختيار أعضاء الحكومة من طرف الكتلة زائد المكتب السياسي لكن عملية توزيع الحقائب الوزارية تمت في اطار من
العتمة وعدم الشفافية مما خلق مشاكل انعكست
سلبا على الحزب وأحدثت شرخا بين الكتلة و المكتب السياسي ... هذه الكتلة التي لم
يقرأ لها حساب ولم تتم استشارتها وطلب منها التصويت فقط تعالت عن كل التجاوزات
والممارسات واعتبرت أن المصلحة الوطنية
فوق كل الاعتبارات وكان موقفها تاريخيا لسد الفراغ المؤسساتي وصوتت لتشكيل الحكومة
.
وأضاف العيادي قائلا انهم فوجؤوا
بالمحسوبية والزبونية تدخل بيت حزب المؤتمر ولما طالبوا بالاجتماع مع المكتب
الوطني للتكاشف والمصارحة وتدارك الاوضاع
وتبين المهام المطروحة على الحزب بعد انتخابات 23 أكتوبر بادروا بعملية انقلابية للتخلص من الامين العام
للحزب لكن القواعد أجبرتهم على التراجع في هذا
القرار ... و رغم عودتي للامانة العامة من جديد الا أنه تم فرض رقابة شديدة علي وتم تجريدي من جميع
الصلاحيات ... وحزبنا عبارة عن جبهة أو
صورة مصغرة للمجتمع يعمل على المشاركة في
بناء المجال السياسي ولا يمكن له أن يستمر
على الولاءات الفردية " لا لعبو ولا للمرزوقي ولا للعيادي " لكن يجب أن
يصبح مدرسة سياسية تؤطر الجماهير وفق استراتيجيات
وتعرف الشباب المتطلع إلى الرقي ببلاده وخدمته بالرؤى والتصورات التي تخدم
اهداف الثورة
ولما قدمنا ورقة لاعادة هيكلة الحزب و
تصحيح مسيرته السياسية و بناء هياكل قارة ومتخصصة وواعة بدورها ومهامها وأهدافها مع التخطيط في الجهات والايفاء
بتعهداتنا بخدمة التنمية الجهوية لكن المكتب السياسي لا يقوم بكل هذه المهام بل
يرفضها ويعمل على تعطيلها واللجوء الى أساليب
العهد البائد مثل تصوير المداخلات لمحاججة أصحابها والتصدي للاجتماعات
مثلما حدث مؤخرا في اجتماع قابس والحاق الضرر بالسيارة التي كانت تنقل زوجة محمد
عبو الى سجن الكاف لزيارة زوجها... ولتدقيق الأمور قال العيادي أن حقيقة ما بحدث هي مواجهة بين مسارين اثنين وبين
خيارين اثنين ... خيار يكرس القديم ليكون فيه الحزب عربة ملحقة بالحكومة وبالمستشارين في القصر الرئاسي ... أرادوا أن
يكون الحزب صغيرا مقزما لا يتعدى دوره سوى تمرير المواقف لكن نحن وباعتبارنا حماة
هذه الثورة نريد إصدار مواقف نتبناها وتلقى صداها لدى الجماهير . فمباشرة بعد قرار
طرد السفير السوري مثلا طلبوا مني أن أصدر بيان فقلت " لا يا سي سمير لسنا التجمع " وكذلك يوم 9 أفريل لما قفل شارع
الحبيب بورقيبة في وجه المتظاهرين ووقع الاعتداء عليهم قلنا أن هذا أمر غير مقبول
ولا يمكن لأي قوة أن تتجاوز الخط الأحمر ليتم الاعتداء على الحريات وكذلك عند الاحتفال بيوم الأرض . ..من أجل هذه
المواقف التي أصدرناها باسم المجلس المصغر واجهونا .
وقال العيادي أن النية متجهة لانشاء تحالف بين مستقلين وقوى من اجل التأسيس لحزب
كبير تجميعي يحافظ على اسم «المؤتمر» يعدل الموازين ويلعب دوره التاريخي في تحقيق
أهداف الثورة . وختم بالقول : " هناك
من لا يريد لحزب المؤتمر ان يكبر اكثر خاصة وانه ثالث اكبر قوة سياسية في البلاد
وقال ان هناك من المنخرطين من يقوم بحسابات مصلحة لا تخدم حزب المؤتمر "
.
ضمير المناعي : أنشئنا موقعا اجتماعيا
للتصويت على تصحيح المسار
وعن كيفية المشاركة في اختيار الطريق وتحديد المسار أكد
ضمير المناعي أنه تم انشاء موقع اجتماعي للحزب على الانترنات تحت شعار مميز " يعيش المؤتمر من أجل الجمهورية أزمة
تهدد وحدته " وبسط على المنخرطين كيفية التعامل معه بدءا بالتسجيل و الدخول والاجابة
على قاعدة بيانات والتصويت على كل ما يطرحه الموقع فيما يتعلق بتصحيح مسار الحزب الى أجل لا يتجاوز يوم الجمعة 11 ماي 2012
سليم بوخذير : حزب المؤتمر لم ينجح بفضل من كانوا في فرنسا أو في خمارات الساحل...
بدى سليم بوخذير في الكلمة التي ألقاها متأثرا
الى حد التشنج و البكاء وطلب الاعتذار لكل مناضلي الحزب الذين تعذبوا وخاصة لام
زياد التي وصفها الطاهر هميلة بـ " حثالة الفرنكفونية " وقال أنه
لم يعد يعرف هذا الحزب ووجه اتهامات للشق الحكومي وقال أن مهام المكتب السياسي هي
التجميد و أضاف أن الافراج عن عبو من السجن جاء بعد تقدمه برسالة لبن علي فاستجاب
له وأن عماد الدايمي وسليم بن حميدان سجنوا لاجل انتمائهم للنهضة ولا علاقة لهما بالشرعية النضالية . وأضاف أن قائلا
" حزب المؤتمر نجح في انتخابات 23 أكتوبر بفضل نضالات بوخذير والعيادي وأم
زياد وليس بمن كانوا في فرنسا أو في خمارات الساحل " . وعن اجتماع
القيروان قال أنه جاء في ضوء التجاذبات الحاصلة في الفترة الاخيرة بعد قيام اعضاء
من الحزب بانقلاب حقيقي على الامين العام الشرعي عبد الرؤوف العيادي وأثيرت
حفيظتهم عندما أصدرنا عدد من البيانات لم تعجبهم وتهم الاعتداءات على المتظاهرين
يوم 9 أفريل والاعتداء على عائلات
شهداء الثورة وجرحاها أمام مقر وزارة
العدالة الانتقالية وحقوق الانسان .ويبدو أن هذا الفريق الحكومي يريد أن يكون وفيا
للحكومة بدل أن يكون وفيا لحزبه و لشعبه .و في الندوة الصحفية التي عقدناها قررنا
الذهاب الى قواعدنا الشريفة والمتعقلة والواعية لنبين لهم أن الحزب هو الاصل وأن
لا مصلحة لاحد في أن تتوقف وظائفه..
واعتقد أنه لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر
لان الفريق الحكومي اختار انحرافات كثيرة ونحن لا نعتبرهم مازالوا ينتمون
للحزب ولذلك قررنا الاحتكام للقواعد من
أجل تعميق العمل على الخط السياسي للحزب
وتعميق أهداف الثورة التي بدأت تنسى ومنها المطالبة بمحاسبة الفاسدين وتطهير
الادارة والقضاء وغيرها من القطاعات التي توجد بها بقايا المجتمع البائد واعادة المال العام المنهوب .
نجيبة رجيبة (ام زياد) : مناضلين عقاب زمان ... وشعبيتي تعادل شعبية المرزوقي
أكدت
مساندتها لعبد الرؤوف العيادي وللحاضرين في اجتماع «تصحيح المسار» و أن «حزب المؤتمر» حاد عن مساره
الطبيعي وتراجع عن مبادئه وقالت " اردت
العودة الى المؤتمر لكني تراجعت بسبب وجود تراجع عن مبادئ الحزب واتمنى أن لا يؤول
الامر الى انشقاق داخل حزب المؤتمر
" . وفي اشارة الى ما يوجه اليها من اتهامات بسبب انتقاداتها للحكومة قالت " لقد عرضت علي وزارتي المرأة والتربية
ولكني لا اريد ان ادخل اية وزارة وليست لي مطامع في الحكومة ومكاني لا يزال مع
شعبي و مع قلمي وأتابع مواقف المجلس التأسيسي والحكومة ولا يمكنني تقييم الاداء
" . وعن الشق الاخر قالت أم زياد " وقت اللي احنا ناكلو في
البونيا في تونس هم شايخين في باريس ... مناضلين عقاب زمان من منصفهم الى دائمهم وشعبيتي تعادل شعبية المنصف المرزوقي "
فهل ينجح العيادي في استقطاب منخرطي
الحزب وترجيح كفة شقه واقناعهم بقراءته الجديدة للتوجهات العامة للحزب وبرنامج
عمله المستقبلي قد دخول غمار الانتخابات القادمة ؟ أم أن المؤتمر سينشطر ستسوء
حاله وتتعمق أزمته ويبقى سجين عنق الزجاجة مؤسسه يتلهى برئاسة الحكومة المؤقتة وأعضاء
مكتبه السياسي تحمل حقائب وزارية خاوية وما تبقى يعمل على تفريك الرمانة ونشر الغسيل . وفي انتظار ما
ستؤول اليه قرارات مجلس 12 ماي القادم هل
يتاكد الانقسام ويصح الانشطار
مواكبة : جمال الدين الذهبي
1 commentaires:
استقالة جماعية للمكتب الجهوي بالقيروان لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية مساء اليوم 9 ماي 2012 تضامنا مع انفصال شق عبد الرؤوف العيادي الأمين العام عن حزب المؤتمر في انتظار تاسيس حزب جديد باسم مغير
Enregistrer un commentaire