جاءت احتفالات القيروان هذه السنة بذكرى المولد النبوي الشريف باردة وجافة ولم تشهد الاقبال المعهود  الذي ألفه الاهالي  من داخل الولاية ومن الولايات الاخرى  ولم تشهد الحركة التجارية انتعاشتها التي يترقبها التجار ... ورغم ان  فقرات البرنامج الاحتفالي تم اعداده منذ مدة بالاضافة الى البرنامج  المفصل زيارة الرؤساء الثلاثة  الا ان عديد التغييرات  مست التوقيت وغيرت عديد الفقرات وحذفت فقرات أخرى  وبقي  كل شىء بين اخذ ورد وذلك لاحتياطات أمنية ولتضليل الاعداد الهائلة من المواطنين  الذين هيؤوا أنفسهم للمقابلة المباشرة لآحد الرؤساء الثلاثة لطرح مشاكلهم الشخصية ومشاغل جهاتهم.
الكل كان ينتظر أن اولى زيارة يؤديها الرؤساء الثلاثة الى مدينة القيروان ستجلب معها الخير الكثير وحزمة من المشاريع التنموية وبعض الحلول لكثير من المشاكل المتعلقة بالتنمية والتشغيل وبعديد المطالب الملحة...لكن حلمهم كان '' حلم عتارس ''واستفاق كل من ينتظر المرزوقي أمام مقر الولاية أن ضيفهم لن يمر من هناك لانه راوغ الجميع وصلى الجمعة في جامع عقبة وغادر بسرعة واما من انتظروا حمادي الجبالي ومصطفى بن جعفر في المركب الثقافي أسد بن الفرات لاختتام الندوة الدينية قيل لهم بعد أن استمتعوا بعروض فولكلورية للاسطنبالي أن الزيارة ألغيت وأن الضيفان هما في  المسجد يشرفان على الحفل الديني .
احتفالات السنة الفارطة أفسدها الانفلات الامني والاداري لغياب الاستعدادات لاعداد  برنامج احتفالي وتنفيذه في ظروف حساسة تمر بها البلاد لكن ما الذي أفسد الاحتفالات المولدية لهذه السنة وجعلها باردة ولم تستقطب جمهورها المعتاد  رغم مجازفة البعض بالتنقل من بعيد أو تحدى البرد القارص ومنى نفسه بالاستمتاع بأجواء دينية وروحانية لكنهم وللاسف لم يجدوا ما يشدهم... فقد تم  بالفعل صرف الملايين لاعداد البرنامج الاحتفالي لكن لم تتم الدعاية له لترغيب الزوار لمواكبته بل  على العكس تم تغيير توقيت مختلف الفقرات وتوقيتها لمنع الحضور واجتناب المشاكل الغير منتظرة.