يومكم سعيد بالخير والعافية والصحة

vendredi 18 mai 2012

الماء لعطاشى ريف العلاء



   تفتقر عديد التجمعات السكنية الريفية والمدارس التابعة لمعتمدية العلا- القيروان  للماء الصالح للشرب بعد أن توقف عمل المجامع المائية التي كانت تزودها بهذه المادة الحيوية . ويواجه متساكني مناطق المساعيد وصيادة ومسيوتة الهناشير والقطار وطرزة الشمالية والجنوبية وغيرهم العطش ونقصا فادحا في ماء الشرب ويجدون عناءا كبيرا في الوصول إليه ومشقة  في الحصول عليه  وجلبه إلى منازلهم في ظروف مخالفة لشروط حفظ الصحة ... رحلة بحث يومي عن الماء لا تزال متواصلة شكلت معاناتهم وأرهقتهم كثيرا و دفعت بهم للاعتصام و قطع الطرق مرات عديدة للفت أنظار المسؤولين والمطالبة بحلول عاجلة واجلة لمعاناتهم التي طالت واحتدت  لكن  الوعود التي أمطروا بها كانت كثيرة لكنها كانت لمجرد التهدئة وامتصاص الغضب وإيقاف الاحتجاجات .... 
   عطاشى المناطق الريفية في العلا عيل صبرهم ولا يزالون يتعبون يوميا في الحصول على ماء شربهم ويضطرون الى شربها معبأة في صهاريج يغطيها الصدأ أو حاويات بلاستيكية يشترونها بمقابل أو يجلوبها إما على ظهور الأحمرة أو على ظهور  النسوة أو يعبؤونها من  آبار متروكة أو مواجل غير مراقبة أو من برك مياه الأمطار  الراكدة والتي تمتنع الحيوانات عن شربها أحيانا ...
     عطاشى العلا يعلمون أن باطن الارض التي تحت أقدامهم يزخر بثروات مائية هامة تنتظر من ينقب عنها ويخرجها لتروي عطش الناس والحيوانات والمغروسات وتضع حدا للمعاناة وهم يعلمون أيضا أن بالمعتمدية المجاورة ( حفوز ) خزانات مائية عملاقة  يتجاوز عددها الـ 22  تضخ منذ سنوات ودون انقطاع  مياه مشهود بعذوبتها  تنساب في قنوات مدفونة تشق أراضهم باتجاه مناطق أخرى تابعة لولايات أخرى لكنهم يضطرون لشراء الماء من شاحنات النقل الريفي التي أصبح سواقها يفضلون نقل حاويات الماء بدل الركاب وبيع " بيدون الماء بدينار " بعد أن وجدوها تجارة تدر عليهم أرباحا أكثر مما يجنيه تجار البنزين المهرب وتصح عليهم بذلك مقولة " مصائب قوم عند قوم فوائد "  .
  هؤلاء  العطاشى لن تصل قنوات الصوناد الى مناطقهم النائية ومنازلهم المتفرقة لأن كلفة الدراسة والتنفيذ باهضة وصعبة التحقق ولن تزودهم قنوات  المجامع المائية التي نضب مخزون أغلبها و توقف عمل البعض الاخر بفعل التخريب أو بعد العجز عن تسيير دواليبها و صيانة معداتها وخلاص فواتير استهلاك الكهرباء  ...هؤلاء العطاشى عيل صبرهم بعد أن احتجوا واعتصموا وهددوا واستنفذوا كل اشكال المطالبة فرفعوا اليوم الراية البيضاء وينتظرون تزويدهم بماء يطفئ عطشهم خلال فصل الصيف وطيلة شهر رمضان ليبقوا أحياء  ويعدون باستغلاله في الشرب فقط وعدم استعماله في  الاستحمام  أو الغسيل أو التنظيف وتأجيل هذه الاستعمالات  الثانوية .
فهل ستتواصل معاناة عطاشى العلا مع الماء أم سيتم حلها قبل حلول فصل الصيف و شهر رمضان  ؟ 
                                                            
 المراسل : جمال الدين الذهبي
المقال صدر اليوم في جريدة " الصريح " ليوم 18 ماي 2012 





p

0 commentaires:

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes