تعيش العديد من العائلات والأسر المنسية في أرياف معتمدية العلا تحت خط الفقر وتواجه منذ سنوات القهر والمعاناة والحاجة الماسة لأبسط ضروريات الحياة اليومية من مسكن لائق وملبس ومأكل وماء شرب وشروط حفظ صحة وتدفئة كافية في الشتاء... فهم لايعلمون بما حصل في تونس لانهم لا يفهمون الجدل الحاصل بين الاحزاب واللغة التي يتحدث بها المثقفون والسياسيون والراكبون على الثورة وهم لا يزالون يخافون العمدة واعوان الحرس ولا يملكون في هذه الدنيا سوى الكلب للحراسة والقط لصيد الفئران التي تقاسمهم المسكن والمأكل والحمار لجلب الماء والحطب .
... فالعديد من أفراد الاسرة الواحدة يتكدسون كالاكياس البالية على بعضهم البعض في غرفة واحدة متداعية يطبخون فيها ويبيتون كلهم على أرضيتها مفترشين الحصر و''الكرادين '' وأبوابها وشبابيكها لا تغلق ويتسرب منها صقيع هذه الايام ولا يؤنسهم سوى كلبهم وكانون الحطب الذي يغطي المكان دخانا وروائح تقطع الانفاس ولا يملؤ بطونهم سوى بعض الحساء أو الماكرونة أو خبز الطابونة ولا يغطي أجسامهم النحيلة سوى خرق '' الروبافيكيا '' ....
ومن بين هؤلاء المنسيون في ريف العلا من لا يعرف أن الثورة قامت في تونس وأن بورقيبة قد مات وأن بن علي رحل وأن التلفزات والاذاعات والجرائد زارت مناطق وجهات ونقلت شواهد من معاناة عديد العائلات التونسية التي ورثت الفقر وورثته لكن هذه الكامروات والاقلام لم تتجه يوما باتجاه العلا لانها ان فعلت ذلك فستكتشف الكارثة .
ومن خلال هذه الصور لاحدى العائلات القاطنة بعمادة أولاد عمر بالمساعيد - العلا لا يمكن لاي كان تقدير حجم البؤس والفاقة التي يعانيها هؤلاء ...فهم ضحايا النظامين السابقين وزادت على همهم الثورة .
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire