أحمد منصور رئيس الحزب الدستوري الجديد في القيروان : قريبا تطير السكرة وتحضر المداينية

أدى أحمد منصور رئيس الحزب الدستوري الجديد أولى زياراته للقيروان  يوم الاحد 11 ديسمبر وعقد بأحد النزل اجتماعا بمناضلي العائلة الدستورية للم شمل المشتت منها والمنبوذ وطرح برنامج  الحزب وتقييم مشاركته في عشر دوائر في انتخابات المجلس التأسيسي والاستعداد للمحطات الانتخابية القادمة .ثم تطرق  الى  الجذور التاريخية للحزب  الدستوري ومحطاته النضالية  في الحركة التحريرية وكسب الاستقلال وانجازاته لبناء تونس .وقال ان بن علي أطفأ شعلة نار بورقيبة لكن سنعمل نحن على اعادة النور لهذه النار من تحت الرماد المتبقي وسنرد الاعتبار للزعيم ولتونس التي ضحى من أجلها فعاش فقيرا ومات فقيرا رغم اقرارنا ببعض أخطائه.

وفي مستهل حديثه عرف  أحمد منصور بنفسه فقال أنه قاض بدائرة المحاسبات العمومية وأستاذ جامعي وله مكتب دراسات وعميد المحاسبين والمراجعين العرب بالجامعة العربية وأنه كان أصغر مدير عام وأنه ابن الشعب ويحب الشعب و كان في طفولته يلبس " صندالا " في فصل الشتاء .وانه حديث العهد بالسياسة ولا يفقه فيها الكثير.

 وعن دوافع تأسيس  حزبه بعد 14 جانفي  قال أنه امتداد للفكر البورقيبي ويجمع في صلبه مناضلين دستوريين شرفاء  تعبوا من القهر المسلط عليهم ومرضت قلوبهم وهم  يرغبون في المصالحة مع الشعب والمشاركة الجدية في  بناء ركائز الدولة عبر الاتصال المباشر بالمواطنين ودخول البيوت لمعرفة مشاغل الناس وهمومهم وزيارة الجهات للاطلاع على مشاكلها ونقائصها  وكسب ثقتها ومن ثمة ايجاد الحلول المناسبة لمعالجة كل ما تعلق بالتنمية المحلية والجهوية والتشغيل واصلاح الادارة وتأهيل كل الوزارات والقضاء على  الرشوة ومظاهر الفساد والانحلال الاخلاقي . وأكد أن حزبه يجب أن يكون لسان حال الفلاح البسيط والصنايعي والموظف والعامل البسيط والشركات الصغرى والمتوسطة وسيعيد الاعتبار للمناضلين الدستوريين الشرفاء وبشر الحضور بحصول  "جمعية قدماء المناضلين والمقاومين "  التي أسسها حزبه على التأشيرة مؤخرا والعزم على بعث فروع لها في عديد المناطق .

واضاف ان تونس تعيش  مرحلة انتقالية صعبة ودقيقة وتواجه  أزمة خانقة مست كل شىئ وعطلت الدورة الاقتصادية وسببت انفلاتا أمنيا  واداريا واعتداءات وتجاوزات على الخاص والعام وقال أن العديد من الاحزاب  وللفوز بكراسي كذبت على الشعب واقتلعت منه الاصوات في الانتخابات الاخيرة مقابل وعود كاذبة  وبرامج وهمية غير قابلة للتحقق لكن بدأت اللعبة تنكشف  وقريبا " ستطير السكرة وستحضر المداينية " وسيكتشف الشعب الذي وعد بالشغل والتنمية ومجانية التعليم والصحة أنه ضحية تحيل وأن الملفات العالقة لن تسوى الا  بالارادة الوطنية الصادقة والمصالحة الجادة ونبذ كل أشكال الجهوية والمركزية بعيدا عن المزايدات والمهاترات التي نراها اليوم ونسمعها  وتصدر  عن أطراف منطرفة  سواء اسلامية أو  علمانية  تناقش  مسائل مثل النقاب  او التشكيك في هذا مسلم والاخر كافر وكل  هذا مضيعة للوقت تلهينا عن مشاكلنا الحقيقية وتنسينا هموم  الشعب التونسي المسلم الذي يحتفظ كل فرد منه بلوحة قرانية أو أكثر معلقة في منزله .

ومع فتح باب النقاش تهافت الحضور على أخذ الكلمة  وكأنهم في برنامج " فرغ قلبك " فمنهم من  عاب على الحزب الافراط في التعلق بالماضي وبالتاريخ البورقيبي وعدم واقعيته وقربه من المواطن وهمومه وطالب بالمراجعة واعادة النظر في المرجعيات والبرامج المستقبلية ومنهم من تحدث على الوضع الحرج الذي يعيشه الدساترة والمناضلون والمقاومون وسوء المعاملة التي يلقونها و تلحقهم  بعد 14 جانفي ووصف الاحزاب التجمعية  بأنها مشتتة و بدأت تموت موتا سريريا ولم يبق أمامها سوى التوحد  أو الدخول في ائتلاف قد ينقذ ما يمكن انقاذه والاستعداد بجدية للمحطات الانتخابات  القادمة وخاصة البلديات  .ومن المتدخلين من تحدث عن غياب الحزب الدستوري الجديد على الساحة السياسية وفي المناسبات الدينية والاجتماعية على عكس الاحزاب الاخرى التي حققت بهذه الطريقة القرب من المواطن وكسب وده وطالب بضرورة التعاهد على الصدق والعمل الجدي واستقطاب  منخرطين  عبر زيارة الاحياء والتجمعات السكنية في المدن والارياف والابتعاد عن الاجتماعات الصالونية  .وقد تدخل أحدهم وطالب بضرورة التوضيح و الكشف عن الاحزاب التجمعية التي تضمها كتلة  الـ 35 عضو  ( منها عضو الحزب الدستوري الجديد) داخل المجلس التاسيسي  والتي تضم 13  من الدساترة و 16 من الحزب الديمقراطي التقدمي و06 من المستقلين .وتحدث اخرون على ضرورة دراسة نقاط الضعف والقوة في أدبيات الحزب ومرجعياته والعمل على تأكيد الانتصار في الساحة السياسية وقد  استشهد أحدهم الحضور  قائلا : " لقد انهزمنا بانحلالنا قبل احتلالنا "

جمال الدين الذهبي

Posted in: متفرقات