تذمرات وشكاوي عديدة ما فتئ متساكني المناطق الريفية بمعتمديات ولاية القيروان يعبرون عنها بسبب ما يلاقونه في تعاملهم مع الجمعيات المائية التي تتولى الإشراف علي عمليات توزيع المياه. إذ يعتبر عدد هام من المواطنيين أن هذه الجمعيات تقوم بدور توزيع الماء بشكل عادل يستجيب لحاجة كل فرد وتتولي صيانة معدات الضخ وقنوات التصريف وتأطير جهود المنخرطين بما يعود بالمصلحة علىهم جميعا . غير آن الواقع عكس هذا تماما ذلك آن كميات الماء غير منتظمة وتنقطع مرارا وتكرار بسبب قدم الآبار ونضوب منسوبها .كما آن سعة خزانات تجميع المياه لا تقدر على خزن كميات كبيرة والمحركات الكهربائية التي تؤمن الضخ كثيرة العطب إضافة إلى آن قنوات التوزيع تعجز غالبا على القيام بمهمتها على الوجه المطلوب . ويعتبر المواطنون ان هذه الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها يساهم في تراكمها المشرفون على تسيير هذه الجمعيات بسبب ضعف تكوينهم في مجال التاطير وقلة خبرتهم في التعامل مع الوضعيات الحرجة.اضافة الى الاسئلة المطروحة حول اهليتهم للوصول الىمواقع التسيير وشفافيةعمليات الانتخاب التي تتم في هذا الغرض.
فهذه الجمعيات المائيةتلعب دورا هاما في التصرف في الموارد المائية في اطار مجموعات محلبة تتم ادارتها من قبل هيئة ينتخبها المنتفعون تتولى التسيير المالي والفني والاداري للمشروع وتسهر على صيانة المعدات وحماية المياه من التلوث ومنشات المشروع من العبث ...والهدف استخدام المياه بشكل متكافئ والتركيز على الاستغلال المشترك...لكن هذه الجمعيات تواجه منذ سنوات من التقصير وسوء التصرف و العجز المالي الذي انجر عنه صعوبات في تسيير العديد منها بالشكل المطلوب ...صعوبات احتدت بعد 14 جانفي 2011 واغرقت هذه الجمعيات في عديد المشاكل التي يصعب تجاوزها او حلها.
ورغم ان هذه الجمعيات تقوم بدورين هامين يتعلقان بتوفير مياه الشرب في الوسط الريفي ( كما هو الشان بالنسبة لمعتمدية العلا) والاشراف على مشاريع الري في مناطق اخرى أي انها تقوم باستغلال وصيانة المنظومة المائية الموضوعة تحت تصرفهم والاستجابة لمتطلبات المنتفعين الا ان الاشكالية التي تعيق عمل الجمعيات المائية تكمن في اخفاق المواطنين والفلاحين في اختيار من يمثلهم في تولي الاشراف على عمليات التسيير اضافة الى بعض المشكلات التقنية الاخرى مثل البناء فوق الملك العمومي للمياه والتهرب من تحمل مسؤولية سداد المستحقات المتخلدة بالذمة والمتعلقة بالكلفة فقط.
.والمطروح اليوم هو الاسراع بحل الهيئات القديمة للجمعيات المائية واعادة هيكلتها بجدية حتى نضع حدا للصعوبات والمشاكل التي يواجهها المواطنون في المناطق الريفية للحصول على الماء تلك المادة الحيوية في حياة الانسان خاصة واننا على ابواب فصل الصيف...فلا مجال لقطع الماء او لانقطاعه على المواطن
.جمال الدين الذهبي
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire