تفتقر عديد المناطق الريفية  التابعة لمعتمدية العلا- القيروان  للماء الصالح للشرب ويجد العديد من متساكنيها الغلابى عناء كبيرا في الوصول إليه ومشقة  في الحصول عليه  وجلبه إلى منازلهم في ظروف مخالفة لشروط حفظ الصحة... فمتساكني مناطق المساعيد وصيادة ومسيوتة الهناشير والقطار وطرزة الشمالية والجنوبية وغيرهم يواجهون منذ مدة و خلال هذه الأيام الحارقة التي تتجاوز فيها درجة الحرارة ال 45 درجة نقصا فادحا في ماء  الشرب بعد أن بحت حناجرهم و جفت حلوقهم   من كثرة  الصياح والنباح للفت أنظار  السلط  المسؤولة كي تشفق على حالهم المتأزم وتزودهم بهذه المادة الحيوية التي بدونها لا يمكن للإنسان أن يضمن بقائه حيا ...معاناة أرهقتهم كثيرا و دفعت بهم للاعتصام و قطع الطرق مرات عديدة  لكن دون جدوى  وتبين لهم أن الوعود التي أمطروا بها  كل مرة كانت مجرد مماطلة لهم لإخماد غضبهم  وإيقاف احتجاجاتهم و تجاهلهم ....  وفي ظل  غياب حلول آجلة وعاجلة لمشكلة هؤلاء العطاشى احتدت معاناتهم  و تواصلت معها رحلة بحثهم   اليومي عن الماء الذي يعرفون أنه يتواجد بكميات هائلة تحت أقدامهم   في باطن أراضهم ينتظر من  يأذن بالتنقيب  عنه  وإخراجه لهم ولحيواناتهم  ليروي عطشهم , ويعرفون  كذلك  أن عديد  الخزانات العملاقة  والتي يتجاوز عددها الـ 22  في حفوز المعتمدية المجاورة  تم انجازها منذ سنوات تضخ دون انقطاع  مياه مشهود بعذوبتها  تنساب في قنوات مدفونة تشق أراضهم باتجاه مناطق أخرى تابعة لولايات أخرى .                                    عطاشى المناطق الريفية في العلا تعبوا في الحصول على الماء فاضطروا لشرب مياه معبأة في صهاريج يملؤها الصدأ أو حاويات بلاستيكية مجلوبة إما على ظهور الأحمرة أو على ظهور  النسوة  ,  مستخرجة من  آبار متروكة أو من مواجل غير مراقبة أو من برك مياه الأمطار  الراكدة والتي تمتنع الحيوانات عن شربها أحيانا ... هؤلاء  العطاشى لم تصلهم قنوات الصوناد ولم تزودهم قنوات  المجامع المائية بالماء بعد أن توقف عملها بفعل التخريب أو بعد العجز عن تسيير دواليبها و صيانة معداتها  ...هؤلاء العطاشى وبعد أن عيل صبرهم  رفعوا اليوم الراية البيضاء وهم لا يطالبون بل  يطلبون بكل لطف  تزويدهم بأي ماء يطفئ عطشهم  ويعدون  الجمبع باستغلاله في الشرب فقط وعدم استعماله في  الاستحمام  أو الغسيل أو التنظيف وتأجيل هذه الاستعمالات  الثانوية إلى ما بعد الصيف...
   لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو  لما لا يشرب هؤلاء العطاشى المياه المعدنية  المتوفرة  بكثرة و بماركات عديدة ؟ أو لما لا  يشربون من ماء البحر ويتركوا المسؤولين في حالهم خاصة وأن  حرارة  الطقس شديدة  ورمضان على الأبواب .؟؟؟؟؟؟