يومكم سعيد بالخير والعافية والصحة

dimanche 27 novembre 2011

? بئر بترول في العلا ...حقيقة ام خيال



 

  كثر الحديث وتعددت الاقاويل التي يرددها اهالي العلا  منذ ايام عن اكتشاف ثروة نفطية بالعلا وتحديدا بمنطقة الغديفات في الحدود الغربية بين العلا ومكثر ...وجاء هذا عقب  حصول شركة نرويجية تدعى ( PA Ressources  )على ترخيص تنقيب من الشركة التونسية للانشطة البترولية   )  ( ETAP بعد المصادقة عليه من قبل وزارة الصناعة التونسية . وقد قامت الشركة المذكورة  بها  في مرحلة اولى بعملية المسح السيزمي(Acquisition sismique)  لكل ارجاء العلا وتواصلت لاشهر للبحث عما يسميه الباحثون عن الذهب الاسود بـ "  piège pétrolier ". وقد تحصلت هذه الشركة النرويجية على  10رخص استكشاف عن البترول permis d’exploration) (  بالبلاد التونسية و يتركز تدخلها أساسا في مناطق  الوسط  كالقيروان والقصرين وسليانة والمعروفة في لغة شركات النفط ب les concessions)   ( اي مواقع الانتاج مثل شمامة / دولاب / جلمة/ ومكثر وديدون بخليج قابس
   بعد انتهاء المرحلة الاولى غادرت الشركة المذكورة العلا  ليقوم الخبراء والمهندسون بعملية تحليل نتائج المسح السيزمي التي تم جمعها وتسمى هذه المرحلة الثانية بـ )  Interprétation sismique ( و تكون النتائج المتحصل عليها هي  المحددة لمرور  الشركة للمرحلة الثالثة من عدمه والمتمثلة في عملية الحفر  (Forage ).
  ومع نهاية صيف 2010 فوجىء الاهالي بعشرات الشاحنات العملاقة التي تشق مدينة العلا لايام متتالية باتجاه جهتها الغربية حاملة معدات ثقيلة وحفارات عملاقة وجرافات وتجهيزات سكنية لم يعهد اهالي العلا رؤيتها من قبل ولا تتشابه والمعدات التي استعملت في عملية المسح التي شملت كل اراضي العلا وعاينها اصحابها. و قد أثارت  هذه العملية العديد من التساؤلات لدى المواطنين لمعرفة  وجهة هذه المعدات والغرض التي جلبت من أجله.
  ومن باب الفضول اتبع العديد الطريق التي تسلكها هذه الشاحنات باتجاه الذهيبات وبعد حوالي 25 كلم غربي العلا وباتجاه مكثر  وتحديدا بمنطقة الغديفات كانت دهشة الجميع كبيرة لما فوجؤوا بموقع ضخم وبتجهيزات عملاقة قد تم تم تركيبها وبطرقات وساحات تم تعبيدها وبمساكن تم تركيبها وباعمدة انارة كهربائية... وباختصار الموقع البيترولي هذا انتصب على هكتارات وقع تسييجها بالكامل ولا يمكن لاي كان دخولها لكن يمكن للزائر ان يتمتع بالمشاهدة عبر السياج وتخيل نفسه وكأنه باحدى البلدان الخليجية النفطية الخليجية...
  وقد أمكن لمراسل الصريح زيارة الموقع من أجل جمع المعلومات والتقاط عديد الصور  وتقديمها لقرائنا الاوفياء كسبق اعلامي متميز بالمصداقية. فتأكدنا من ان هذا الموقع يعرف ببئر سيدي مبارك              ( س.م .ب SMB≠ 1 ) وهو ضمن الرخصة الحاصلة عليها الشركة النرويجية والمعروفة بمكثر ...وأما عن  عملية الحفر بهذا الموقع فقد قامت بها الشركة التونسية للحفر )   (C T Fبالحفار رقم 6 وقد أتمت عملها منذ شهرين وتم المرور الى الاختبارات النهائية التي لتحديد كميات النفط التي يحتويها البئر  ومعرفة هل هي ايجابية ام سلبية ...فاذا كانت النتيجة ايجابية فسيتم الشروع مباشرة في حفر الـبئر الثانية  SMB≠ 2  والدخول في الاستغلال وجني مداخيل الذهب الاسود وأما اذا كانت النتيجة سلبية فستقوم الشركة بغلق البئر وتحمل خسائر تقدر بملايين الدولارات التي صرفت .
  ومعلوم ان هذه الشركات تقوم برحلات البحث عن الذهب الاسود بعديد بلدان العالم وقد ركزت خلال اسنوات الاخيرة على البلاد التونسية لتاكدها من وجود مخزون هام جدا من البترول  وتقوم بصرف أموال خيالية  وتجازف بشراء رخص استكشاف للدخول مناطق والبحث عن النفط لسنوات...لكن الاكيد ان مصاريف هذه الشركات وان تبدو لنا  خيالية الا ان نجاحها في اكتشاف بئر نفطية يعوض عليها خسائر سنوات بمجرد الاعتماذ على عائدات يوم ضخ واحد من البترول.
  وفي مقابل هذا فان اهالي معتمدية العلا الذين تضررت اراضيهم من تدخل هذه الشركة النرويجية ايام قيام مهندسيها و معداتها بعميات المسح السيزمي هم اليوم ينظرون الى بئر  النفط سيدي مبارك بأعين حالمة وكلهم أمل في تحقق وجود الكنز ليدر على كل البلاد والعباد بخيراته ويزيح عن بلدنا شبح الازمات خاصة وان  هذه الشركة النرويجية تتهيأ لعملية حفر بئر بمنطقة جبيل بحفوز .  
  وفي انتظار نتائج حفر بئر سيدي مبارك بالعلا  والتي نأمل جميعا أن تكون ايجابية  وأن تكون مباركة عينا جميعا ومشابهة للمخزون الهام الذي تم تأكيد وجوده بالبئر التي تم اكتشافها في معتمدية بوحجلة القيروان يبقى الجميع حالمون بالثروة النفطية التي تتقاتل الشعوب من أجلها.
المراسل : جمال الدين الدهبي
صدر بجريدة الصريح يوم 18 ماي 2011


0 commentaires:

 
Design by Wordpress Theme | Bloggerized by Free Blogger Templates | coupon codes